القول الشعري والقول الفلسفي
بقلم: المصطفى مراد
بقلم: المصطفى مراد
علاقة
العربي بالفلسفة تستدعي تأملات متأنية، ففجر انفتاحنا على التراث
اليوناني، حاربنا الفلسفة باللاهوت، المنطق الصوري بالنحو الطبيعي، البرهان
والقياس بالتمثيل والمثال، الجدل بالمناظرة، والمقولات بالأسماء والصفات،
وعقب صدمة الحداثة؛ وجدنا العقل ذاته الذي حارب على هذه الأصعدة أمس، يفتخر
بماضيه الذهبي ويمن على الغرب نهضته كونه ساهم فيها، بأن كان خير وسيط
لعلوم اليونان، والمفارقة هي أنه يؤكد على هذا "المعتقد" ليستمر في
محاربتها، وعندما انتقلت هذه الفلسفة إلى مرحلة قوضت وتجاوزت وفككت
مقولاتها التي حاربناها، تبنينا كل أسس هذه المرحلة الجديدة، وهي المرحلة
المعاصرة، ووجدنا في تكسير الحواجز بين الشعر والفلسفة، العقل والخيال،
الفرضية والواقع، الذات والموضوع، الله والعالم، الفيزيقا والميتافيزيقا،
وجدنا في ذلك ضالتنا، فقد انتصر "سكوننا" على "ديناميتهم"، وانتصرت
"دائرية" فكرنا على "تقدمية" فكرهم، وانتصرت أساطيرنا على عقلانيتهم، فظهر
منا من يبارك اهتمام العقل الغربي اليوم بابن عربي والحلاج والسهروردي وعمر
الخيام والنفري وابن الفارض، وهم الذين عانوا من اضطهادنا أمس، وغدا عندما
سيكمل العقل الغربي سفره وترحاله إلى جزيرة فكرية أخرى لا قِبل لنا بها،
سنطفق مرة أخرى في البحث عما يجعل "سكوننا" أكثر "ذكاءا" من "سفرهم"، ولن
تُتاح لنا فرصة، والحال هذه، أن نجرب مرة أن نتخلى عن "ذهنية" المناظرة في
التعامل مع فكر الآخر… وأن نجرب متعة الطريق لنرى الوهم الكامن في الوصول.
قد
يتساءل القارئ عن العلاقة بين هذه المقدمة وموضوع العلاقة بين الشعر
والفلسفة المشار إليه في العنوان، والجواب هو أنه إن كان أغلب الباحثين
يتطرقون لهذا الموضوع باعتباره مخرجا لتفادي إحراجات العقلانية الحديثة،
فيبحثون في موضوع شعرية الفلسفة وفلسفية الشعر باعتباره من لواحق القول عن
هيدغر، تمام كما من لواحقه أيضا الحديث عن ميتافيزيقا التقنية والعلم
والعقل الغربي، ويتم تجزيء هيدغر عن البراديغم الذي أنتجه، فأسلافنا شرحوا
ولخصوا وفسروا ووضعوا حواشي لأرسطو، بل وعمدوا على إفراغ مقولاته من
مضمونها العلمي وملئوها بالتيولوجيا، واليوم يتكرر "التكرار" نفسه مع
هيدغر، وكأن قدر المتفلسف العربي هو أن يتفلسف من خلال الشرح والتلخيص
والتفسير.
هذه
المقاربة الخاطئة يمكن تفاديها إذا اعتبرنا أن كل قول عن الفلاسفة ينبغي
أن يكون فقط مدخل للقول في المفهوم، ففي البدء كان المفهوم، فليس من
الفلسفة في شيء أن نغوص في سيرة هايدغر ونمارس "التحقيق" الاستخباراتي عن
علاقة هيدغر مثلا بالحزب النازي وموقفه من المحرقة وعلاقته بحنا أرندت وكيف
كانت زوجته تعبر له عن انزعاجه منها، وسر خلواته في البادية الألمانية
وكيف كان يستمتع بلقاء القرويين…فلا يمكن بناء أطروحة على سيكولوجيات من
هذا القبيل، ولكن الذي يهمنا هو تتبع عملية بناءه لمفاهيمه، مفهوم الدازاين
مثلا، والكشف عن مختلف أبعاد هذا المفهوم، أنطولوجيا ووجدانيا ومعرفيا،
وعلاقة هذا المفهوم بالفلسفة ذاتها، الفلسفة بما هي عبء وفعل خلاق وماهوي
لكونها تتأسس على وضعية وجدانية هي وضعية
السبت أبريل 23, 2016 12:15 pm من طرف ابوصدام عدى
» فرح حسن قرشى ابوعدوى
السبت أبريل 16, 2016 7:59 pm من طرف ابوصدام عدى
» الغاز الغاز....................وفوازير
الخميس أبريل 14, 2016 9:03 pm من طرف ابوصدام عدى
» اسئله اين................................. ,,,
الخميس أبريل 14, 2016 9:00 pm من طرف ابوصدام عدى
» اسئله اين.........................
الخميس أبريل 14, 2016 8:59 pm من طرف ابوصدام عدى
» اسئله ما هو ........................
الخميس أبريل 14, 2016 8:58 pm من طرف ابوصدام عدى
» اسئله ما هى ....................
الخميس أبريل 14, 2016 8:57 pm من طرف ابوصدام عدى
» اسءله كم مساحه الاتى
الخميس أبريل 14, 2016 8:56 pm من طرف ابوصدام عدى
» اكثر من 200 سؤالاً وجواباً منوعة-أسئلة مسابقات
الخميس أبريل 14, 2016 8:55 pm من طرف ابوصدام عدى