المدرسه الفلسفيه

علم الأخلاق الإسلامية OfJ1S
مرحبا بك فى المدرسه الفلسفيه
يرجى المساعده فى الابداع الرقى
مع تحياتى _ابوصدام عدى

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

المدرسه الفلسفيه

علم الأخلاق الإسلامية OfJ1S
مرحبا بك فى المدرسه الفلسفيه
يرجى المساعده فى الابداع الرقى
مع تحياتى _ابوصدام عدى

المدرسه الفلسفيه

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
علم الأخلاق الإسلامية Anim_1a736b5a-6461-70e4-99ee-5416def1b387
علم الأخلاق الإسلامية 9eg7jB

علم الأخلاق الإسلامية Anim_8911a7c3-8027-4754-1534-332efefbbcf4

علم الأخلاق الإسلامية Anim_20db2dff-1a62-a884-89aa-0a3cd0a867de


علم الأخلاق الإسلامية Anim_fce7b6bf-8afc-d434-31a0-2f3062ed272e


علم الأخلاق الإسلامية 13908491912408232
علم الأخلاق الإسلامية Anim_8ffa20ea-877b-3ce4-e510-ce176b7674fa


علم الأخلاق الإسلامية Anim_7bd0f3a8-c06c-aad4-910b-247a6220679e


علم الأخلاق الإسلامية Anim_4e00da50-a0a7-0a24-a588-d66987d1b3bf


مطلوب مشرفين

كرة المتواجدون

شات اعضاء المنتدى فقط

علم الأخلاق الإسلامية GgaYwk

دخول

لقد نسيت كلمة السر

المتواجدون الآن ؟

ككل هناك 2 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 2 زائر

لا أحد


[ مُعاينة اللائحة بأكملها ]


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 27 بتاريخ الخميس مايو 11, 2017 4:21 pm

احصائيات

أعضاؤنا قدموا 1607 مساهمة في هذا المنتدى في 1412 موضوع

هذا المنتدى يتوفر على 827 عُضو.

آخر عُضو مُسجل هو مظلات وسواتر فمرحباً به.

المواضيع الأخيرة

» من افراح ال عدوى بفرشوط
علم الأخلاق الإسلامية Emptyالسبت أبريل 23, 2016 12:15 pm من طرف ابوصدام عدى

» فرح حسن قرشى ابوعدوى
علم الأخلاق الإسلامية Emptyالسبت أبريل 16, 2016 7:59 pm من طرف ابوصدام عدى

» الغاز الغاز....................وفوازير
علم الأخلاق الإسلامية Emptyالخميس أبريل 14, 2016 9:03 pm من طرف ابوصدام عدى

» اسئله اين................................. ,,,
علم الأخلاق الإسلامية Emptyالخميس أبريل 14, 2016 9:00 pm من طرف ابوصدام عدى

» اسئله اين.........................
علم الأخلاق الإسلامية Emptyالخميس أبريل 14, 2016 8:59 pm من طرف ابوصدام عدى

» اسئله ما هو ........................
علم الأخلاق الإسلامية Emptyالخميس أبريل 14, 2016 8:58 pm من طرف ابوصدام عدى

» اسئله ما هى ....................
علم الأخلاق الإسلامية Emptyالخميس أبريل 14, 2016 8:57 pm من طرف ابوصدام عدى

» اسءله كم مساحه الاتى
علم الأخلاق الإسلامية Emptyالخميس أبريل 14, 2016 8:56 pm من طرف ابوصدام عدى

» اكثر من 200 سؤالاً وجواباً منوعة-أسئلة مسابقات
علم الأخلاق الإسلامية Emptyالخميس أبريل 14, 2016 8:55 pm من طرف ابوصدام عدى

مكتبة الصور


علم الأخلاق الإسلامية Empty

    علم الأخلاق الإسلامية

    ابوصدام عدى
    ابوصدام عدى
    Adman
    Adman

    الاوسمه : صاحب الموقع
    علم الأخلاق الإسلامية CCSKQP
    الجنس : ذكر الابراج : السرطان عدد المساهمات : 1040
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 23/11/2012
    العمر : 37
    06052013

    علم الأخلاق الإسلامية Empty علم الأخلاق الإسلامية

    مُساهمة من طرف ابوصدام عدى

    معهد الدراسات الإسماعيلية

























    علم الأخلاق الإسلامية Iis_logo
    علم الأخلاق الإسلامية The_institute_of_ismaili_studies







    علم الأخلاق الإسلامية Learning







































    اظهار النص فقط














    مناهج التعليم
    مواد التعلم مدى الحياة
    بحسب التاريخ
    بحسب المؤلـِّف
    بحسب العنوان
    خطب الآغا خان الثالث
    خطب: الآغا خان الرابع
    قوائم القراءة
    مقاطع الفيديو
    برنامج تدريب المدرسين
    A A A


    علم الأخلاق الإسلامية Rss RSS

    علم الأخلاق الإسلامية Email أرسل هذه الصفحة


    علم الأخلاق الإسلامية Print إطبع هذه الصفحة


    محرك البحث الفوري








    مقال التعلم مدى الحياة

    علم الأخلاق الإسلامية


    إن هذه نسخة محررة من مقال نُشر في كتاب ’دليل إلى علم الأخلاق‘، الصفحات: ١٠٦- ١١٨، حرره بيتر سينغر، نُشر من قبل أوكسفورد: بلاكولز، ١٩٩١. علم الأخلاق الإسلامية Articles
    موجز


    تقليد الأخلاق في الإسلام هو عبارة عن دراسة للمناهج المتنوعة
    للقيم الأخلاقية والمعنوية. ظهرت التقاليد المختلفة التي نراها اليوم في
    الإسلام نتيجة لتنوع هذه التأكيدات والمناهج. لقد صيغت الواجبات الأخلاقية
    والمعنوية للأفراد تجاه بعضهم البعض ضمن الجماعة وكذلك العلاقات مع
    الجماعات الأخرى من خلال الإعتبارات الفلسفية، واللاهوتية، والذرائعية
    السابقة. تطورت هذه الأفعال لاحقاً لتشكل التعابير القانونية والأخلاقية
    لمدارس فكرية مختلفة. تنتهي هذه المقالة بإقرار بتنوع الأمة وتشدد على
    أهمية ’البقاء منفتحين لإحتمالات وتحديات الإكتشافات الأخلاقية والمعنوية
    الجديدة‘.


    كلمات رئيسية:

    أخلاق، سنّة، عقل، معتزلة، سنّي، شيعي، الصوفية، الفلاسفة المسلمون.





    جدول المحتويات




    مقدمة



    الإسلام هو من بين أكثر الأديان الرئيسية حداثةً في
    العالم، وينتمي لفئة الأديان التوحيدية التي تتضمن أيضاً اليهودية
    والمسيحية. نما الإسلام منذ بداياته فيما يعرف الآن بالمملكة السعودية
    العربية منذ أكثر من ١٤٠٠ عام، وامتد ليشمل حوالي أكثر من مليار متّبع
    يعيشون فعلياً في كل زاوية من العالم. على الرغم من أن غالبية أتباع
    الإسلام، المسلمين، يوجدون في قارتي آسيا وأفريقيا (بما فيها الجمهوريات
    الآسيوية للإتحاد السوفيتي (السابق) وشمال-غرب الصين)، يوجد تزايد كبير في
    عدد المسلمين الذين يعيشون في الأمريكتين، وأستراليا، وأوروبا في الربع
    الأخير من القرن العشرين. ومؤخراً أخذت الدول والمجتمعات المتعددة التي
    تشكل الأمة الإسلامية العالمية تعبر عن حاجة، بدرجات مختلفة، لربط إرثها
    الإسلامي بأسئلة عن الهوية الوطنية والثقافية الذاتية. حيث أصبحت هذه
    الظّاهرة مرتبطة بردة فعل ونزاع داخلي أو دولي مسببة الكثير من الخلط وسوء
    الفهم حول دور الإسلام. لذا فمن المهم تطوير رؤية تاريخية تنظر إلى كيف أن
    طيف القيم الإسلامية الكلي وفرضياتها الأخلاقية والمعنوية الضمنية صيغت على
    مدى التاريخ الإسلامي، وذلك لتقدير تنوع الإرث الإسلامي فيما يخص الفكر
    والحياة الأخلاقية.



    البدايات والتطور: قيم تأسيسية



    تأخذ السنن والفرضيات التي تميز الإعتقاد والفعل في
    الإسلام إلهامها الأولي من مصدرين أساسيين. الأول نصي، يتضمن الرسالة التي
    أنزلها الله على الرسول محمد (توفي عام ٦٣٢) وتم تدوينها في القرآن.
    والثاني تمثيل تلك الرسالة في نموذج أسلوب أفعال وأقوال وسنن الرسول
    المتناقلة التي تسمى مجتمعة السنّة. يعتبر المسلمون القرآن الخاتمة
    النهائية لسلسلة الوحي من الله إلى بني البشر، ويعتبرون السنّة الإسقاط
    التاريخي لحياة بشرية ملهمة ومهدية إلهيّاً في شخص الرسول محمد، الذي يعتقد
    أيضاً أنه الأخير في سلسلة رسل الله.



    مصادر تأسيسية في المعتقد الإسلامي



    يناقش الراحل فضل الرحمن، الباحث القدير في جامعة
    شيكاغو في الفكر الإسلامي ومفكر مسلم محدث، أن الإسلام في مرحلته التأسيسية
    كان مدفوعاً بإهتمام منطقي وأخلاقي لإصلاح المجتمع، وأن هذا التعمد
    الأخلاقي تم التعبير عنه بطرق شجعت إلتزاماً عميقاً بالتفكير الإستدلالي
    والمنهج المنطقي. بشكل مشابه للتقاليد الدينية الأخرى، وخاصة المسيحية
    واليهودية، حدد الإسلام بوضوح مصادر السلطة الأخلاقية وذلك للإجابة عن
    السؤال: ماذا يجب أو لا يجب فعله؟ بينما أنزل الله رسالته للبشرية في
    القرآن، في الوقت ذاته يحثهم الله على استخدام العقل لفهم الوحي. قاد أحد
    أجزاء هذا البحث العقلاني في معنى الوحي المسلمين لتطوير قوانين للسلوك
    الأخلاقي والمبادئ التي يمكن بناء هذه القوانين عليها. ومع مرور الزمن،
    طوّرت العلاقة بين القرآن وحياة الرسول، والتي نظر لها كنموذجٍ للسلوك،
    لتشمل بذلك الإطارالذي يمكن من خلاله تحديد القيم والواجبات. ومع ذلك فقد
    تضمنت عملية التحديد والتطوير تطبيق التفكير الإنساني العقلاني، وإن هذا
    التفاعل المستمر بين العقل والوحي، وإمكانية ومحدودية الأول بالنسبة
    للأخير، هو ما وفر الأسس لتعابير رسمية للفكر الأخلاقي في الإسلام.



    القرآن والسنّة



    في سورة الفرقان (سورة ٢٥) يصبح التنزيل- لكل البشرية-
    نقطة مرجعية للتفريق بين الحق والباطل. ثم تستمر السورة لتعطي أمثلة عن
    أنبياء الكتب السابقين ودورهم كوسائط لنقل كلمة الله إلى مجتمعاتهم الخاصة.
    كما اليهودية والمسيحية، إذاً فبدايات الإسلام متجذرة في فكرة أن الأمر
    الإلهي هو الأساس لإنشاء نظام أخلاقي من خلال التجربة الإنسانية. (انظر إلى
    المقالة ٤٦. كيف يمكن للأخلاق أن تعتمد على الدين؟) في أماكن أخرى في
    القرآن يشير نفس المصطلح هذا إلى مفهوم الفضيلة الموحاة التي تقدم للبشرية
    تميزاً واضحاً بين الحق والباطل الذي لا يخضع للتغيير الإنساني. من خلال
    ربط نظام أخلاقي بالمشيئة الإلهية، تتاح الفرصة لبني البشر ليستجيبوا عبر
    خلق إدراك منطقي يعزز صحة الوحي. لذلك فإن أساساً أوسع للفعل البشري أمر
    ممكن إذا ما تم تطبيق العقلانية كنتيجة للوحي لتطوير معايير لتشمل المجموع
    الكلي للأفعال والقرارات الإنسانية. عرضت هذه المواضيع في الرواية القرآنية
    لقصة خلق آدم ونكوصه.




    التفاعل بين الوحي والعقل



    تميّز آدم، الإنسان الأول، عن الملائكة الموجودين
    الذين طلب منهم السجود له بقدرته الموهوبة إلهيّاً على "تسمية الأشياء"، أي
    أن يفهم علم قابل للوصف لغويّاً وبذلك للترميز، وهي قدرة غير متاحة
    للملائكة الذين يعتبرون موجودات أحادية البعد. ومع ذلك يرافق هذه القدرة
    الإلتزام بعدم تخطي حدود معينة. يمثل إبليس في القرآن هذا التجاوز، إذ أنّه
    يعصي أمر الله بأن يكرّم آدماً ويسجد له، منكراً بذلك طبيعته وحدوده
    الفطرية. مع مرور الوقت، يفشل آدم أيضاً في العيش ضمن الحدود التي حددها
    الله ويفقد مكانته المشرفة التي عليه أن يستعيدها لاحقاً من خلال الصراع مع
    والتغلب على ميوله على الأرض، وهي العالم الذي يسمح بالإختيار والفعل. في
    النهاية يستعيد مكانته السابقة شاهداً على إمكانية العودة إلى طريق الصواب
    من خلال الفهم العقلاني لفشله والسمو فوق الرغبة في وضع تلك العقلانية
    جانباً وإختبار الحدود التي عينها الأمر الإلهي. لذا فإن قصة آدم تعكس كل
    إحتمالات الخير والشر المبنية مسبقاً في الوضع البشري وسلسلة طويلة ماتزال
    تتكشّف تدريجياً من استجابات الإنسان للوحي الإلهي المستمر عبر التاريخ.
    كما تمثل الصراع المستمر ضمن الإنسانية لإكتشاف الوسيلة التي تسمح بفعل
    متوازن وتخضع للمعيار الإلهي. وبذلك المعنى فإن كلمة "إسلام" تشير إلى
    الوحي الأصلي، متطلبة الخضوع لتحقيق التوازن، وأن المسلم هو الشخص الذي
    يسعى من خلال الفعل لبلوغ التوازن في الحياة الشخصية وفي المجتمع.



    ما هي التقوى؟



    الخاصية البشرية التي تشمل مفهوم القيمة الأخلاقية المثالية
    تتلخص في القرآن بـمصطلح التقوى الذي تكرر بأشكاله المتنوعة أكثر من مائتي
    مرة في النص القرآني. من جهة، تمثل التقوى القاعدة الأخلاقية التي يرتكز
    عليها الفعل الإنساني، بينما من جهة أخرى تعني الوجدان الأخلاقي الذي يجعل
    البشر على وعيٍ بمسؤولياتهم تجاه الله والمجتمع. تصبح التقوى، عند تطبيقها
    في سياق إجتماعي أوسع، النقطة المرجعية الشاملة والأخلاقية لمجتمع أخلاقي
    حق.

    "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ
    وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ
    أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ" (٤٩: ١١-١٣)

    بشكل خاص عندما يخاطب القرآن المسلمين الأوائل يشير
    إليهم بـ"أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ
    الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا" (٢:١٤٣)


    الإسلام كطريقة في الحياة



    لذلك ينظر إلى الأمة الإسلامية كالأداة التي من خلالها
    ترجمت المثل والأوامر القرآنية على المستوى الإجتماعي. يصبح الأفراد
    الأوصياء الذين من خلالهم تنفّذ الرؤية الأخلاقية والروحية في الحياة
    الشخصية. إنّهم مسؤولون أمام الله والمجتمع، حيث أنه هو ذلك الوصي الذي من
    خلاله تحفظ علاقة العهد مع الله. يؤكد القرآن على البعد الثنائي للحياة
    الإنسانية والإجتماعية- مادي وروحي- ولكن لا ينظر إلى هذه الجوانب على أنها
    متنازعة ولا يفترض أن تسود الأهداف الروحية بطريقة تقلل من قيمة الجوانب
    المادية للحياة. يؤكد القرآن، مقراً بتكامل الإثنين، بأن السلوك والآمال
    البشرية ذات صلة كأفعال دينية ضمن السياقات البشرية والإجتماعية والثقافية
    الأوسع. بهذا المعنى يمكن فهم فكرة أن الإسلام يجسد طريقة كلية في الحياة
    بشكل أفضل.



    توضيح أحد جوانب هذه الرؤية هو في تأكيد القرآن على
    آداب معالجة الظلم في الحياة الإقتصادية والإجتماعية. على سبيل المثال،
    يشجع الأفراد على إنفاق أموالهم وأملاكهم على:




    1. الأسرة والأقارب

    2. الأيتام

    3. الفقراء

    4. أبناء السبيل

    5. المحتاجين

    6. إعتاق العبيد



    تحدد أفعال كهذه مسؤولية المسلم في تطوير وجدان إجتماعي
    ومشاركة المصادر الفردية والجماعية مع الأفراد الأقل حظوة. تم تنظيمها بشكل
    رسمي في القرآن عبر واجب الزكاة، وهو مصطلح يشير ضمناً إلى
    ’الإعطاء‘ و’الفضيلة‘ و’الزيادة‘ و’التطهير‘. مع مرور الوقت أصبح هذا فعلاً
    إلزامياً مدرجاً تحت إطار الأركان الشعائرية للدين التي تضم الصلاة والصوم
    والحج. وسعى القرآن أيضاً لإزالة ممارسة الربا في مجتمع مكة والمدينة
    التجاري، معتبراً هذه الممارسات انعكاساً لنقص أخلاق العمل واستغلالاً
    مفرطاً للمحتاجين.

    وعلى المستوى الإجتماعي، يشمل تأكيد القرآن على الأسرة
    إهتماماً بإصلاح منزلة المرأة من خلال إبطال ممارسات قبل الإسلام، كوأد
    الإناث، ومنح النساء حقوقاً جديدة. من بين هذه الحقوق كان حق التملك،
    والإرث، وحق الزواج بعقد والشروع بالطلاق والإحتفاظ بمهرها إذا دعت الحاجة.
    تم تنظيم وحد تعدد الزوجات حيث يحق للذكر أن يتخذ أربع زوجات، ولكن فقط إن
    كان قادراً على المساواة بينهن. فهم المسلمون هذه الممارسة تقليدياً في
    سياق القرن السابع حيث قدمت المرونة اللازمة لمخاطبة التعددية الإجتماعية
    والثقافية التي نتجت عن توسع الإسلام. علاوة على ذلك، يتمسك بعض المسلمين
    الحديثين بأن حركة الإصلاح القرآني كانت بإتجاه الزواج الأحادي وتعزيز
    الدور الإجتماعي للمرأة. كما يعتقدون بأن تطور وظهور عادات وممارسات عزل
    وحجاب النساء كان نتيجة أعراف وتقاليد محلية، كانت في بعض الأحيان متناقضة
    مع روح تحرير النساء المصورة في القرآن.

    بما أن المسلمين تمتعوا بإمتياز وصفهم في القرآن
    ’بأفضل الأمم‘ التي كانت وظيفتها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، تضمنت
    رسالة الرسول محمد، كما الأنبياء الأولين، خلق نظام حكم عادل مفروض
    إلهيّاً. إن النضال من أجل هذا الهدف أدخل المسلمين في حرب، والمصطلح الذي
    يشير إلى هذا الجهد بشكل كلي في القرآن هو الجهاد. ببساطة يترجم غالباً
    وبشكل خاطئ إلى ’الحرب المقدسة‘، ولكن يحمل الجهاد دلالة أوسع تشمل
    النضال بإستخدام وسائل سلمية مثل الوعظ، والتعليم، وبمعنى شخصي وذاتي أكثر،
    يشير إلى النضال لتطهير الذات. حيث يشير مصطلح الجهاد إلى الدفاع المسلح
    في حرب شنت بعدل، يحدد القرآن شروط الحرب والسلم، ومعاملة الأسرى وحل
    الصراع، مؤكداً أن الهدف الأسمى لكلمة الله هو دعوة وهداية الناس إلى ’طرق
    السلام‘.

    واجبات الفرد في نظام الحكم الإسلامي



    عندما اتخذ نظام الحكم الإسلامي شكلاً أصبح من الضروري أن
    يخاطب السؤال حول علاقته وموقفه تجاه غير المسلمين ذوي التقاليد النصية
    المشابهة، وبخاصة اليهود والمسيحيين. أشير إليهم في القرآن ’بأهل الكتاب‘.
    وأينما عاشوا بين المسلمين كأتباع للحكم، تم منحهم منزلة ’المحمي‘ من خلال
    اتفاق متبادل. كانوا يخضعون لضريبة الفرد بينما تصان أملاكهم الشخصية
    والدينية وقانونهم وممارساتهم الدينية. ومع ذلك، لم يكن بإمكانهم نشر دينهم
    بين المسلمين. مقراً بخصوصية المجتمع الإسلامي ومكانته المتعالية، يشجع
    القرآن على احترام واسع للإختلاف والآخر في المجتمع الإنساني، ولكن في نفس
    الوقت مفضلاً الأهداف الأخلاقية المشتركة على المواقف التفريقية والعدائية
    المتبادلة.

    "لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا
    وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن
    لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَآ آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ" (٥: ٤٨)

    تعابير قانونية وأخلاقية



    ظهرت أيضاً الحاجة لمواءمة الواجب الأخلاقي الإلهي
    والحياة البشرية في التقاليد النبوية المحفوظة، التي تعتبر كشرح وتأكيد
    للقيم والأوامر القرآنية. على مدى الزمن، أصبحت الأحداث المدونة من حياة
    الرسول وكلماته وأفعاله تمثل للمسلمين نموذج أسلوب أبدي للحياة اليومية.
    كما زعمت أيضاً دوراً رسمياً في شرح وتكميل القرآن. تعزز شخصية وكفاح وورع
    والنجاح اللاحق لمحمد دوره عند المسلمين كنموذج للنبوة وختامها. يوجد
    فعلياً إرث غني من الشعر في مدح الرسول في جميع اللغات المحكية من قبل
    المسلمين معززاً كلاً من الإلتزام بمحاكاة سلوكه وشعور بألفة وحب شخصي
    لشخصه وعائلته. هكذا بالنسبة للمسلمين تبقى رسالة القرآن ومثال حياة الرسول
    مرتبطين ولايمكن الفصل بينهما طوال التاريخ كنماذج للسلوك الأخلاقي
    والأدبي. شكلت حياة الرسول والقرآن الأساس للمفكرين المسلمين ليطوروا
    لاحقاً أدوات قانونية لتجسيد الواجبات الأخلاقية. وأدى تطوير العلوم
    القانونية إلى تدوين الأعراف والقوانين التي أعطت شكلاً لمفهوم القانون في
    الإسلام، الذي يشار إليه بشكل عام بالشريعة. من بين الأشكال التي طورت
    لتشمل الواجب الأخلاقي مذاهب القانون المتنوعة، كل منها طور من خلال الفقه
    مجموعة قوانين لتجسد تفسيرهم الخاص لكيفية استجابة المسلمين لأوامر الله في
    إدارة حياتهم اليومية.



    بموازاة التعابير القانونية الخاضعة للتطور، ظهرت
    أيضاً مجموعة من الفرضيات الأخلاقية التي شكلت قيماً أخلاقية متجذرة في فهم
    تأملي وفلسفي أكثر للسلوك البشري كإستجابة للقرآن وحياة الرسول. لم تكن
    الفرق في الإسلام وكذلك المذاهب الفقهية محددة بوضوح خلال القرون الثلاثة
    الأولى من التاريخ الإسلامي كما هو معتقد إجمالاً. كانت معظمها ماتزال في
    حالة تبلور وتم تحديد وتطوير حدودها ومواقفها بشكل تام لاحقاً. لم تحقق
    مؤسسات العالم الإسلامي العامة والقانونية والتعليمية في ذلك الوقت،
    الأشكال والأهداف التقليدية التي أصبحت مقرونة بها. الشيء الجوهري في عملية
    التعريف والتمايز هذه هي طبيعة الحوار العام الذي ميّز المجتمع الإسلامي
    المتنامي في القرون الثلاثة الأولى. نتج عن فتوح وتوسع المسلمين الإحتكاك
    بثقافات تم مواءمة إرثها الفكري بشكل إنتقائي مع مرور الوقت من قبل
    المسلمين ومن ثم تم تحسينه وتطويره. إن دمج الإرث الفكري والفلسفي لليونان
    والهند وإيران، وآخرين، خلق شروطاً وتقليداً لنشاط فكري أدى إلى خلق الإرث
    العالمي للحضارة الإسلامية الناشئة. لعب الباحثون المسيحيون واليهود الذين
    احتكوا بدرجات مختلفة بالإرث سابق الذكر في الأعلى، دوراً توسطياً حاسماً
    كمترجمين، خاصة أنهم كانوا أيضاً مدركين أن النزعة الأخلاقية للمسلمين، كما
    نزعتهم الأخلاقية، تشكلت من المفاهيم التوحيدية المشتركة المبنية على
    الأمر الإلهي والوحي. تم استخدام مصطلح الأدب لتعريف الدلالات الواسعة
    للمعاني المتضمنة في النقاشات المعنوية والأخلاقية والفكرية والأدبية التي
    ظهرت. وخلال هذه الفترة أيضاً، من القرن الثامن وحتى العاشر، نرى ظهور ما
    سيصبح لاحقاً معرّفاً بوضوح بالمواقف الفكرية واللاهوتية في المجتمع المسلم
    والمعرّف بتقاليد مثل السنّي والشيعي والمعتزلة والفلاسفة المسلمين.



    تتحدد الميزات الرئيسية للبيئة الأخلاقية والمنظور
    الأخلاقي المبنية على الرسالة القرآنية بالمواقف الأخلاقية العامة التي
    أصبحت تعتبر معيارية من خلال التعبير عنها بلغة ومصطلحات قانونية. في
    الفترة المبكرة من التاريخ الفكري الإسلامي، قدمت هذه القيم أيضاً الإطار
    المرجعي من أجل المواءمة الإنتقائية وتطوير الفرضيات الفلسفية والمعنوية
    والأخلاقية من التقاليد الأخرى، كالإرث الهلنستي، وعملت كأساس لتوسيع مجال
    واستخدامات إطار مرجعي إسلامي للتعبير عن قيم أخلاقية ومعنوية بعيداّ عن
    مجرد قيم معرفة قانونياً. بما أنه من الصعب إبقاء فروق واضحة بين الدين
    والمجتمع والثقافة في الإسلام، يبدو أنه من المناسب عند مناقشة الأخلاق
    الإسلامية السماح للطيف الكامل من النزعات القانونية واللاهوتية والفلسفية
    والصوفية أن تعمل كمصادر للكشف عن الفرضيات والإلتزامات الأخلاقية وذلك
    لتقدير التطور والإستمرارية عبر الطيف الكلي للفكر والحضارة الإسلامية.



    المناهج الكلامية والتقليدية



    ميز الإنتقال إلى ما سماه مارشال هدسون حضارة "المناطق
    المسلمة" نوعين من البدايات الأخلاقية والفكرية. اقتبس كل منهما إلهامه من
    نصوص الإسلام التأسيسية وظهور العمليات المنطقية ذاتية النقد. شملت
    الأولى، من ناحية المسلمين الأوائل، على انتقال من ثقافة العرب قبل الإسلام
    المقيدة بتقاليد محلية شفوية إلى أخرى مبنية على نص منزّل خَلقت كتابته
    وتدوينه باللغة العربية شروطاً لظهور ثقافة إسلامية جديدة مبنية على القرآن
    وشاملة وموسعة للأمر التوحيدي المنعكس في اليهودية والمسيحية. تأثرت
    البداية الفكرية الثانية جزئياً بالترجمة إلى اللغة العربية ودراسة أعمال
    الفلسفة والطب والعلوم القديمة (بما فيها بدرجة أقل إيران والهند). تم
    تيسير النقاشات الأخلاقية والقوى الفكرية التي ظهرت من خلال مقاربتها
    وإدماجها في بدايات حديثة، لحد معين من خلال وجود الباحثين اليهود
    والمسيحيين، أثارت إهتماماً بكيفية إمكان التوفيق بين وجهات النظر
    الأخلاقية والدينية، وأساليب البحث الفكرية.



    أدى ظهور تقليد بحث عقلي مبني على استخدام وسائل
    منطقية كطريقة لفهم الأوامر القرآنية إلى استخدام منهج رسمي بين المسلمين
    مكرساً لدراسة الكلام أي كلمة الله. كانت أهداف هذا المنهج متعلقة بعلم
    اللاهوت، من حيث كان استخدام العقل لتبرير كلمة الله وجعلها قابلة للفهم.
    أشغلت النقاشات المسلمين في توضيح وتعريف مسائل أخلاقية معينة، وهي:





    1. ١.معنى الصفات الأخلاقية القرآنية مثل: "عادل"، و"إلزامي"، و"خير"، و"شر"...إلخ.

    2. ٢.السؤال عن العلاقة بين إرادة الإنسان الحرة والإرادة الإلهية.

    3. ٣.قدرة البشر على إستنباط معرفة القوانين الأخلاقية والحقائق الموضوعية، من خلال العقل


    دون الإجحاف بحق عملية المناظرات والنقاشات بين الجماعات المسلمة
    المتعددة، يمكن البرهان، بشكل عام، على ظهور موقفين واضحين: أحدهما منسوب
    إلى المعتزلة، والآخر منهج تقليدي (عادة ما يربط مع التقليد السنّي في
    الإسلام).
    منهج المعتزلة


    جادل المعتزلة أنه
    بما أن الله عادل وأنه يكافئ ويعاقب ضمن ذلك السياق، يجب أن يملك البشر
    حرية الإختيار كي يتمكنوا من تحمل المسؤولية بشكل كامل. لذا فقد أنكروا أن
    الأفعال يمكن أن تكون محتومة. ثانياً، أكد المعتزلة أنه بما أن للمفاهيم
    الأخلاقية معان موضوعية، فإن الناس إذاً يملكون القدرة الفكرية لإدراك هذه
    المعاني. لذلك كان العقل ميزة جوهرية قادراً، مستقلاً عن الوحي، أن يقوم
    بملاحظات تجريبية والوصول إلى نتائج أخلاقية. على الرغم من ذلك، يجب أن
    يتمم الوحي الإلهي العقل الطبيعي ويوطّده. وبما يتعلق بهذا الموضوع أيضاً
    هناك إعتقاد معتزلي آخر وهو أن طبيعة الله العادلة تبطل أي اعتقاد بأن الله
    قد يقود المؤمنين بشكل متعمد إلى أفعال أثيمة.



    تلاشت مدرسة المعتزلة الفكرية تاریخياً ولم تعتبر
    آراؤها مقبولة من قبل الأكثرية التقليدية. يوحي دحض الأخير للنقاط الرئيسية
    بتوجه مختلف تجاه المصادر التي تستمد منها القيم الأخلاقية وسياق الدين
    التي تجد فيه القيم الأخلاقية معنى. كان موقف التقليديين، المتجسد مثلاً في
    أعمال مؤسس أحد المدارس الفقهية: الشافعي، أن أسس الإيمان كانت مسألة
    ممارسة، لا تفكر. على عكس إعتقاد المعتزلة بأن العقل الطبيعي يمكن أن يحدد
    الخير والشر، أكد الشافعي على الوحي كمصدر مطلق لهذا التعريف. بما أن مبدأ
    مسؤولية الإنسان كان أيضاً حجر الأساس للفكر الفقهي- تنطوي الواجبات على
    إمكانية التعهد بها- كان من الواجب تحديد الخير والشر بناء على الدليل
    النصي- أي القرآني، وبنفس الأسلوب، محتوى السنّة النبوية. كانت الأفعال
    والواجبات خيراً وشراً لأن الأوامر الإلهية حددتها بهذا الشكل أساساً.



    فيما يخص السؤال حول حرية الإنسان في الفعل، كان نصيب
    المعتزلة محل مقاومة، من ناحية، من خلال مفهوم ’الإكتساب‘. تمت المجادلة
    بأن قدرة الإنسان على القيام بأفعال لم تكن ملك الفرد وإنما أتت من الله.
    ’يكتسب‘ البشر مسؤولية أعمالهم، وبذلك يصبحون عرضة للمحاسبة. يجب التأكيد
    على أن المفكرين التقليديين لم يكونوا معارضين لإستخدام العقل، بل على
    العكس، اختلفوا في الرأي مع العقلانيين فقط حول القيمة التي أُعطيت للعقل.
    اعتبره التقليديون مساعداً ووسيلة لتعزيز مسائل الإيمان، ولكنه ثانوي على
    نحو صرف بالنسبة لعلاقته بتحديد الواجبات الأخلاقية.



    المنهج السنّي



    أكد جورج مقدسي، في تلخيص الموقف السنّي، أن الأساس
    النهائي للواجبات الأخلاقية، من منظوره، هو معطيات نصوص الإسلام التأسيسية:
    القرآن والسنّة التي تم توضيحها وتطبيقها كأوامر ومنهيات الله التي تم
    التعبير عنها بالشريعة وصياغتها من خلال المدارس الفقهية الإسلامية الخاصة.
    تم التعبير عن صياغات كهذه للأوامر والمحرمات في كتب القانون الإسلامية من
    خلال مصطلحات أخلاقية. تم توظيف خمس فئات لتقييم جميع الأفعال:





    1. أفعال إلزامية، كواجب القيام بالصلاة، دفع الزكاة والصيام.

    2. أفعال محببة، التي لا تعتبر مفروضة، كالأفعال النافلة كالصدقة، والإحسان والدعاء... إلخ.

    3. أفعال مجازة، أي التي يقف القانون منها موقفاً محايداً، أي لا يوجد توقع لمكافأة أو عقاب لأفعال كهذه.

    4. أفعال مكروهة أو لا يشجع عليها، ولكنها ليست محرمة بشكل قاطع؛ يختلف الفقهاء المسلمون حول الأفعال التي يجب تضمينها في هذه الفئة.

    5. أفعال محرمة بشكل قاطع، كالقتل، والزنا، والكفر، والسرقة، والسّكر... إلخ.

    علاوة على ذلك، رتب الفقهاء هذه الفئات ضمن إطار واجبات
    ثنائي: تجاه الله وتجاه المجتمع. تم التعبير عن التجاوز، في كل حالة،
    بتعابير قانونية ولاهوتية كجريمة وخطيئة. كانت هذه الأفعال مستحقة العقاب
    تحت القانون وحاول الفقهاء تعيين وتوضيح الشروط التي يمكن أن يحدث هذا
    تحتها. مثلاً: كان عقاب السرقة أو قطع الطريق؛ قطع اليد، وفي حالات ثانوية،
    الجلد. عادة ما سعى الفقهاء لأخذ التوبة الفعلية بعين الإعتبار لتخفيف
    عقاب كهذا، تبعاً لسنّة الرسول لحد تطبيق عقوبات كهذه للحالات القصوى.

    لاقت بعض هذه الفئات اهتماماً في العديد من البلدان
    الإسلامية في الوقت القريب، حيث تم إعادة الإجراءات الفقهية التقليدية،
    ولكن هناك الكثير من الإختلاف في العالم الإسلامي حول ضرورة وإمكانية تطبيق
    بعض هذه الإجراءات. حيثما طبقت، تم تحديد عقاب كهذا من قبل محاكم الشريعة
    وإصدارها من قبل قاض مسلم معين. يعمل الفقهاء أو الخبراء القانونيون أيضاً
    كمفسرين للشريعة ويحق لهم إصدار آراء قانونية. قد يتم الإقتضاء إلى هذه
    الآراء من قبل أفراد يرغبون في التأكد من التعمد الأخلاقي لأفعال معينة،
    ولكن معظم المذاهب الفقهية لا تعتبر هذه الآراء ملزمة بالضرورة. كل مذهب
    فقهي من المذاهب الأربعة يعتبر أن الآخر يعكس مواقف رسمية حول مسائل
    التفسير القانوني والأخلاقي. بالنسبة لهؤلاء الفقهاء المسلمين، يتعلق كل من
    القانون والأخلاق بالواجبات الأخلاقية، التي يعتقدون أنها محور الرسالة
    الإسلامية المركزية.


    المناهج الفلسفيّة



    كان إدماج إرث الحضارات القديمة الفلسفي في العالم الإسلامي
    عاملاً مساعداً على استخدام المنهج الفلسفي بين المفكرين المسلمين. كما أدى
    إلى ظهور شخصيات مثل الفارابي، وابن سينا، وابن رشد، وآخرين، الذين أصبحوا
    مشهورين في أوروبا العصور الوسطى كفلاسفة، ومفسرين وشارحين للتراث
    الكلاسيكي الذي يعود إلى أفلاطون وأرسطو. يمثل نقاش الأدب العمومي، المتجذر
    في لغة ومسائل فلسفية وأخلاقية، جزء هام من الإرث التعددي لعلم الأخلاق في
    الإسلام ويعكس الجهود للتوفيق بين التدين والقيم المستخلصة من النص
    المقدّس، وأساس أخلاقي مبني فكرياً وأخلاقياً. لذا فالتراث الأخلاقي
    الإسلامي مهم بشكل مضاعف: لقيمته في إدامة وتعزيز الفلسفة الكلاسيكية
    اليونانية، والتزامه بالتأليف بين الإسلام والفكر الفلسفي.

    جادل الفارابي (توفي ٩٥٠ م) لصالح الإنسجام بين مثاليات الدين
    الفاضل وأهداف نظام حكم حقيقي. من خلال الفلسفة، يمكن الوصول إلى فهم
    كيفية تحقيق الإنسان للسعادة، ولكن اللجوء الفعلي إلى القيم والأفعال
    الأخلاقية يتضمن وساطة الدين. يقارن تأسيس الدين بتأسيس مدينة. يجب أن
    يكتسب المواطنون الخصائص التي تمكنهم من العمل كسكان دولة فاضلة. بشكل
    مشابه، يقيم مؤسس الدين السنن التي يجب دعمها من خلال الفعل، إن كان
    لمجتمعٍ دينيٍ حقيقي أن يتم تأسيسه. يدفع نقاش الفارابي، وخصوصاً كما تم
    التعبير عنه في كتابه الكلاسيكي: ’المدينة الفاضلة‘، إلى إطار عمل جماعي
    للحصول على السعادة المطلقة، وبالتالي يؤكد على الدور الإجتماعي والسياسي
    الهام للدين وكذلك التزام السياسيين بمسائل مشابهة. من هذه الناحية، يشير
    التأكيد على الفضيلة ودلالاتها الأخلاقية إلى تمركز مشترك بين الفلسفة
    اليونانية والإسلامية، وبشكل خاص تطبيق معيار وسنن كهذه على المجتمعات
    السياسية. كلما ازدادت حكمة وفضيلة الحاكم والمواطنين، إزدادت إمكانية
    الوصول إلى الهدف الحقيقي للفلسفة والدين- ألا وهي السعادة.

    طور ابن سينا (توفي ١٠٣٧) نقاشاً يقول بأن الرسول يجسد كلية
    الفعل والفكر الفاضل، والذي ينعكس أفضلها في تحقيق الفضيلة الأخلاقية.
    اكتسب الرسول السمات الأخلاقية المطلوبة لتطوره الذاتي، التي إذ نتجت عنها
    النفس الكاملة، لم ترسخ فيه قدرة العقل الحر وحسب، بل جعلته أيضاً قادراً
    على وضع القواعد للناس من خلال القوانين وإقامة العدل. ينطوي هذا على أن
    الرسول يذهب أبعد من الفيلسوف والحاكم الفاضل إذ أنه يملك القدرة على
    التطور الفكري ولديه أخلاقيات عملية على التوالي. بالنسبة لإبن سينا، فإن
    إقامة العدل هو الأساس لخير البشر كلهم. يشتمل جمع الفلسفة والدين على عيش
    متناغم في كل من هذا العالم والعالم الآخر.

    واجه ابن رشد (توفي ١١٩٨) مهمة الفيلسوف المسلم الشاقة في
    الدفاع عن الفلسفة ضد الهجمات، أكثرها شهرة كان هجوم عالم الدين المسلم
    السنّي الكبير الغزالي (توفي ١١١١). سعى الأخير من خلال عمله المعنون:
    تهافت الفلاسفة، لتصوير الفلاسفة على أنهم مناقضون لأنفسهم، وضد النص وفي
    بعض الأحيان أنهم يقرون بإعتقادات هرطقية. اعتمد دفاع ابن رشد على إدعائه
    أن القرآن فرض استخدام التأمل والعقل وأن دراسة الفلسفة كملت المناهج
    التقليدية للإسلام. أكد ابن رشد أن للفلسفة والإسلام أهدافاً مشتركة
    ولكنهما وصلا إليها بطرق مختلفة. لذا فهناك تطابق اهتمام أساسي بين
    المسلمين الذين تبنوا أطراً فلسفية للبحث وأولئك الذين يقرون بالأطر
    الفقهية.

    وبشكل مختصر، ربط مختلف الفلاسفة المسلمين، في توسيعهم
    وتغييرهم الحيني للمفاهيم الكلاسيكية المبكرة، الأخلاق بالمعرفة النظرية
    التي يمكن الحصول عليها من خلال الأدوات العقلانية. بما أن البشر عقلانيون
    تم النظر إلى الفضائل والخصائص التي اعتنقوها ومارسوها على أنها تعزز هدف
    الأفراد والمجتمع المطلق. كان هذا الهدف؛ هو تحقيق السعادة.


    المناهج الشيعية والصوفية


    تطور مفهوم العقلانية تحت تعاليم الإمام المرشدة بين
    الشيعة، الذين اختلفوا عن المجموعة السنّية في نسب السلطة الشرعية بعد وفاة
    الرسول محمد لإبن عمه وصهره علي، ولاحقاً لسلالته المخصوصة بالنص،
    المعروفون بالأئمة. عمل الإمام، الذي اعتقد أنه مرشد إلهي، في تاريخ الشيعة
    المبكر كقيم على القرآن وتعاليم الرسول، ومفسر ومرشد لشرح ومنهجة الرؤية
    القرآنية للفرد والمجتمع أيضاً. أكد التشيع، كما المدارس الكلامية
    والفلسفية المبكرة، على استخدام المنهج العقلاني والفكري وكان ملتزماً
    بتأليف وتطوير أبعد لعناصر مناسبة موجودة في أديان أخرى وتقاليد فكرية خارج
    الإسلام.

    من الأمثلة عن الأعمال حول علم الأخلاق نذكر كتاباً هو ’الأخلاق الناصرية‘ للكاتب الشيعي الشهير نصير الدين الطوسي
    (توفي ٢٧٥). جذب الطوسي الإنتباه إلى الحاجة إلى قوانين أخلاقية مبنية على
    تفوق في المعرفة ورجحان في التمييز؛ أي من قبل شخص ’تمايز عن الآخرين
    بالمساندة الإلهية، كي يتمكن من تحقيق كمالهم‘ (الطوسي، ١٩٦٤، ص.
    ١٩١-١٩٢)مطوراً لذلك المناهج الفلسفية الموجودة بين المسلمين إلى مدى أبعد
    ورابطاً إياها بمفاهيم الشيعة حول الهداية. حاول ويلفرد مادلونغ أن
    يبين أن الطوسي مزج في كتابه حول علم الأخلاق عناصر من الأفلاطونية الحديثة
    ومنظورات الشيعة الإسماعيلية والإثني عشرية الفلسفية والأخلاقية.

    يسمى الشيعة الإثني عشرية بهذا الإسم لإعتقادهم بأن الإمام
    الثاني عشر في خط الأئمة الذين اعترفوا بهم، انسحب من هذا العالم ليعود
    ليظهر مادياً في نهاية الوقت ليسترجع العدالة الحقيقية. في الوقت الحالي،
    خلال غيابه، أُرشدت الجماعة من قبل علماء مدربين يسمون بالمجتهدين الذين
    يفسرون للأفراد المؤمنين الحق والباطل في كل مسائل الحياة الشخصية
    والدينية. لذلك فإنه في التقليد الإثني عشري، يلعب الأفراد المدعوين في
    اللغة الشعبية ’بالملّا‘ دوراً هاماً كنماذج أخلاقية، وفي الوقت الحالي في
    إيران، حصلوا على دور رئيسي في حياة الدولة السياسية، سعياً لصياغتها بما
    يتناسب مع رأيهم حول نظام الحكم الإسلامي.

    يعتبر وجود الإمام بين الجماعات الإسماعيلية التي تبايع
    إماماً حاضراً ضرورياً من أجل تفسير الإسلام حسب الوقت والظروف المتغيرة
    وتستمر تعاليمه وتفسيره بإرشاد أتباعه في حياتهم المادية والروحية أيضاً.
    من الأمثلة على هذا؛ دور الإمام الحالي للإسماعيليين النزاريين: الآغا خان والذي يقود جماعةً منتشرة حول العالم.

    لذا تبقى الإستمرارية مع تقاليد وقيم المسلمين مرتبطة عند الشيعة بالسلطة الروحية المستمرة المفوضة إلى الإمام أو ممثليه.


    الأخلاق الإسلامية في العالم المعاصر


    تمثل الصوفية الجانب الروحي والباطني للإسلام مؤكدة على تهذيب
    الحياة الشخصية الداخلية بحثاً عن الحب والمعرفة الإلهية. بما أن جزءاً
    هاماً من التعاليم الصوفية كانت لتمكين الفرد المسلم من السعي وراء مودة
    الله، فإنه يعتقد بأنه يجب على أولئك السعاة أن يعتنقوا التزاماً إلى حياة
    داخلية من التعبد والعمل الأخلاقي الذي سيؤدي إلى صحوة روحانية. كان على
    الشريعة أن تكمل بإخلاص طريق التهذيب الأخلاقي، لكي تمكن الطالب من تجاوز
    "محطات" روحية عديدة تمثل كل منها نمواً داخلياً روحياً إلى أن يفهم الشخص
    علاقة الحب والإتحاد الجوهرية بين الطالب والله. بما أن المعنى الباطني
    للفعل هو جانب مهم من الفهم الصوفي للسلوك الأخلاقي والمعنوي، فقد أكد
    الصوفيون على الرابط بين الإدراك الباطني والتجريبي للأخلاقية والتعبير
    الظاهري عنها، فلذا كان الفعل الأخلاقي الحقيقي فعلاً يشمل ويتخلّل الحياة
    بأكملها.

    علّمت الجماعات الصوفية المنظمة، في أجواء مؤسساتية، التقيد
    بالقيم الإسلامية التقليدية، كما أضافت عنصر الإنضباط والتطهر الداخلي. بما
    أن الممارسات التي غرست الإنضباط والوعي الأخلاقي إختلفت عبر الثقافات
    والتقاليد المختلفة التي قابلها الإسلام، فقد تم تهذيب الكثير من الممارسات
    المحلية. وتضمنت، على سبيل المثال، قبول العادات والممارسات الأخلاقية
    الملتزم بها في التقاليد المحلية، كما في أندونيسيا وبلدان أخرى حيث حدث
    تغيير الدين على نطاق واسع. لذا فقد قدمت الممارسات الصوفية الأخلاقية
    جسراً لإدخال قيم وممارسات التقاليد المحلية الأخلاقية إلى السلوك الأخلاقي
    الإسلامي مظهرة شمولية آراء الصوفية الإسلامية حول وحدة الأبعاد الداخلية
    للمعتقدات المتنوعة. أصبح الغزالي، الفقيه والمتكلم السنّي الذي تم ذكره
    سابقاً، مناصراً للفكر الصوفي ولكنه سعى إلى تأليف آراء الشريعة الأخلاقية
    مع مفهوم التقوى الباطنية التي طورها الصوفيون. اعتبر الغزالي الواجبات
    المفروضة إلهياً نقطة بداية لتنمية شخصية خلوقة إن كانت تقود إلى حس أخلاقي
    داخلي محرض على مر الوقت. على الرغم من ذلك، فقد كان متردداً في قبول
    تأكيد بعض الصوفيين على الأساس التجريبي الصرف و الموجه بشكل شخصي للفعل
    الأخلاقي.

    استمرت ممارسة الإرث الأخلاقي التعددي في الإسلام وآثاره
    بدرجات مختلفة بين مسلمي العالم المعاصر. يمر المسلمون بمرحلة انتقالية،
    سواء كانوا يشكلون الغالبية في عدد كبير من الدول المستقلة التي ظهرت في
    هذا القرن، أو يعيشون بأعداد وجماعات كبيرة في أماكن أخرى. هناك نمو متزايد
    للوعي الذاتي حول التطابق بين إرثهم الماضي وإدراكهم للحاجة إلى ملاءمة
    ذاك الإرث مع الظروف المتغيرة وعولمة المجتمع البشري. كما في بقية
    المواضيع، لا يمكن عكس المسائل الأخلاقية في استجابات موحدة ومتآلفة. يجب
    أن تأخذ بعين الإعتبار التنوع والتعددية التي وسمت المسلمين في الماضي وفي
    الحاضر أيضاً.

    أخذت المعايير الأخلاقية، التي يمكن لها أن تحكم شؤون العدالة
    الإقتصادية والإجتماعية والإستراتيجيات الأخلاقية للتعامل مع مسائل الفقر
    وعدم التوازن، الحصة الأعظم من الإهتمام الإسلامي في الأمور الأخلاقية.
    سواء سميت هذه الإستجابات "محدّثة" أو "أصوليّة" فجميعها تعكس قراءات معينة
    لرموز وأنماط إسلامية ماضية، ومن خلال إعادة تفكيرهم بالسنن والقيم
    يستخدمون استراتيجيات مختلفة لتضمين وعزل وترميز تعابير معينة للإسلام.
    فيما يتعلق بالمسائل المعنوية والأخلاقية الواسعة، يسعى هذا النهج الجاري
    لإنشاء سنن للحياة العامة والخاصة، ولذلك فهو ثقافي وسياسي وديني في آن
    معاً.

    بما أن المفهوم الحديث للدين، الذي يعرفه معظم الناس في الغرب
    يفترض فصلاً نظرياً بين الأنشطة الدينية بشكل محدد والأنشطة المفهومة على
    أنها غير دينية، تبدو بعض جوانب النقاش الإسلامي المعاصر التي لا تقبل هذا
    الفصل غريبة ومتراجعة. حيثما أصبح نقاش كهذا، المعبر عنه فيما يبدو بلغة
    تقليدية دينية، مربوطاً بالتغيير المتطرف أو العنف، وللأسف عمقت النظرات
    المقولبة عن التعصب الإسلامي، والعنف، والإختلاف الثقافي والأخلاقي. كما
    تشير الأحداث والتطورات في الربع الأخير من القرن العشرين، لا يمكن اعتبار
    رد واحد من بين المجتمعات المسلمة المتعددة في العالم، معيارياً لجميع
    المسلمين.

    قد لا يكون أهم التحديات في السعي وراء رؤية تقود المسلمين في
    قراراتهم وخياراتهم حول المسائل الأخلاقية الحالية والمستقبلية ببساطة
    صياغة سيناريو وحوار مع أساسها الأخلاقي الماضي، وإنما، وكما فعل المسلمون
    في الماضي، البقاء منفتحين لإحتمالات وتحديات الإكتشافات الأخلاقية
    والمعنوية الجديدة.

    المراجع ومزيد من القراءات

    للمزيد من المعلومات عن المراجع يرجى الإطلاع على النسخة الإنكليزية.

    تمّت إعادة إنتاج هذه المقالة بإذن
    من منشورات بلاكول من ’دليل إلى علم الأخلاق‘ والذي حققه بيتر سينغر.
    الرجاء زيارة موقع منشورات بلاكول الإلكتروني على
    http://www.blackwellpublishers.co.uk/
    من أجل تفاصيل عن النّشر ومعلومات حول كيف يمكن الحصول على هذا الكتاب.
    لايجوز أن يتم تصوير أو إعادة نسخ هذه المقالة بدون إذن مسبق من منشورات بلاكول.






    Last updated: 3/21/2012 12:24






    روابط سريعة

    إضـافات على الموقع
    وظائف شاغرة
    الـمـركـز المهنـي لشـبكة الآغـا خـان للتنميـة
    معلومات الاتصال
    أسئلة متداولة
    صالة العرض
    مسرد الكلمات
    دليل المكتبة
    سجل للحصول على تنبيهات البريد الإلكتروني
    روابط مفيدة
    مقاطع الفيديو



    علم الأخلاق الإسلامية Alumniبوابات


    الخريجون
    الموظفون
    الطلاب
    المعلمون
    الزوار






















    علم الأخلاق الإسلامية Small_iis
    معهد الدراسات الإسماعيلية






    البحث و المنشورات

    المنشورات الأكاديمية

    الدراسات القرآنية

    دراسات آسيا الوسطى

    دراسات أكاديمية

    مسـاهمات في الموسوعات

    منشورات مترجمة

    لقاءات مع المؤلفين

    الندوات والمؤتمرات والمحاضرات العامة

    برامج المنح

    برنامج الزمالة الزائرة

    أدلة القراءة






    الدراسات العليا

    برنامج الدراسات العليا

    برنامج تدريب معلمي الثانوي

    الخريجون

    برامج أخرى






    التعليم

    مناهج التعليم

    [url=http://www.iis.ac.uk/view_article.asp?ContentID=104858&
    مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

    لا يوجد حالياً أي تعليق


      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مارس 28, 2024 4:38 pm