في عام 313م، إعتنق الإمبراطور الروماني قسطنطين الديانة المسيحية، وباتت الديانة المسيحية هي الديانة الرسمية للدولة الرومانية. في الوقت الذي لم يكن فيه عدد المؤمنين بالمسيحية بين الرعايا الرومان لا يتجاوز عشرة في المئة.
خلال القرنين التاليين، اتجه رجال الدين المسيحي إلى الفلسفة الأفلاطونية الجديدة كمصدر فكري يدعمون به دينهم الجديد. أول هؤلاء هو الفيلسوف المسيحي أوغسطين.
ولد أوغسطين (354 – 430م)، في طاغشت من أعمال نوميديا (الجزائر اليوم). درس في مدرسة المدينة، ثم إنتقل إلى قرطاجة وروما وميلانو. ارتد عن المسيحية في صباه، وتنقل بين الثقافة اليونانية والثقافة المانوية والثقافة اللاتينية، وكان يحضر حلقات الأفلاطونيين المحدثين أتباع فلسفة أفلوطين.
كتب في اعترافاته سنة 400م، إن التعاليم الأفلاطونية مهدت لإعتناقه المسيحية. جعل موضوعي الإيمان والعقل، المحورين الأساسيين في حياته. فهو صاحب المبدأ الذي يقول "أومن كي أعقل". عاش راهبا كثير التنقل. يكتب ويراسل وينقد المانوية ويدافع عن المسيحية.
المانوية ديانة منسوبة إلى ماني الفارسي في القرن الثالث الميلادي، والتي تقوم على معتقد أن العالم مركب من أصلين قديمين. أحدهما النور والآخر الظلمة. لذلك جاءت فلسفة القديس أوغسطين خليطا من عناصر مانوية وأخرى مسيحية، تري الحقيقة في ضوء الصراع بين الضياء، الذي يمثل الخير، والظلام الذي يمثل الشر. الصراع بين الضياء والظلام أو الخير والشر، ينج عنه هذا العالم.
الروح تمثل الخير، والجسد يمثل الشر. وكان القديس أوغسطين، وهو يعتنق المانوية، يرجع كل الشرور إلى عناصر خارج الإنسان نفسه.
لكن القديس أوغسطين، سرعان ما أصبح غير راض عن هذا التفسير لوجود الشر. لذلك ذهب يبحث عنه في الفلسفة الأفلاطونية الجديدة التي تهتم بالأمور الغير مادية. من الأفلاطونية الجديدة، جاءت فكرة أن الشر ليست له طبيعة حقيقية مثل الخير، ولكنه مجرد نقص أو غياب عن الخير أو الفعل الحسن.
كلما زاد الخير، كلما زادت حقيقة الشئ. وكلما قلت حقيقة الشئ، كلما إزدادت طبيعة الشئ سوءا. مثل نقص الكالسيوم يسبب تسوس الأسنان. الحفرة ليست شيئا ما. إنما هي غياب لوجود التراب. الخطيئة، ليست شيئا في حد ذاته، إنما مجرد غياب الخير أو غياب الفعل الحسن.
في عام 388م، بعد مرور أوغسطين بتجربة روحية، تحول إلى الديانة المسيحية. وفي عام 396م، أصبح أسقفا لمدينة هيبو في الجزائر حتي وفاته عام 430م.
خلال هذه الفترة، كانت المسيحية غير واضحة المعالم في أذهان الناس ولم تتضح شخصيتها بعد. وكان القديس أوغسطين، يكرس كل طاقته لمحاربة البدع التي كانت موجودة في عصره مثل الآريوسية والمانوية والبيلاجيوسية، نسبة إلى الراهب البريطاني بيلاجيوس في القرن الرابع عشر، التي تنكر الخطيئة الأصلية وتقول بحرية الإرادة التامة وتحد من القدرة الإلهية.
السبت أبريل 23, 2016 12:15 pm من طرف ابوصدام عدى
» فرح حسن قرشى ابوعدوى
السبت أبريل 16, 2016 7:59 pm من طرف ابوصدام عدى
» الغاز الغاز....................وفوازير
الخميس أبريل 14, 2016 9:03 pm من طرف ابوصدام عدى
» اسئله اين................................. ,,,
الخميس أبريل 14, 2016 9:00 pm من طرف ابوصدام عدى
» اسئله اين.........................
الخميس أبريل 14, 2016 8:59 pm من طرف ابوصدام عدى
» اسئله ما هو ........................
الخميس أبريل 14, 2016 8:58 pm من طرف ابوصدام عدى
» اسئله ما هى ....................
الخميس أبريل 14, 2016 8:57 pm من طرف ابوصدام عدى
» اسءله كم مساحه الاتى
الخميس أبريل 14, 2016 8:56 pm من طرف ابوصدام عدى
» اكثر من 200 سؤالاً وجواباً منوعة-أسئلة مسابقات
الخميس أبريل 14, 2016 8:55 pm من طرف ابوصدام عدى