المدينة الفاضلة.. أمنية تمناها أفلاطون، ومن بعده «الفارابي» ورغم أن لكل منهما وجهة نظر في تخيل مدينته الفاضلة فإن الفضيلة كانت في النهاية هي العمود الفقري للمدينتين.
في كتاب آراء أهل المدينة الفاضلة.. للمعلم الثاني أبي نصر الفارابي.. والذي نحن بصدده الآن تناول أساسيات هذه المدينة والشروط التي يجب توافرها والتي تعتبر مسوغات تعيين لرئيس المدينة وطاقم الحكم «الحكومة» بل والشعب الذي يسكن هذه المدينة.
والحقيقة أن الكتاب يشمل عدة أركان تبدأ من.. القول في الموجود الأول.. والإثبات بالأدلة المنطقية أن الله سبحانه وتعالي موجود وخالق لكل هذا الوجود، كما نفي بالأدلة المنطقية أيضاً أن يكون لله سبحانه وتعالي شريك؛ لاستحالة وجود قوة أوقوي أخري تعادل قوة الخالق عز وجل.
كما بحث في القول بوحدانية الله سبحانه وأنه تعالي عالم وحكيم وأنه حق وحي وعظيم له جلاله ومجده.. وأن كل الموجودات خلقه، كما قسم هذه الموجودات إلي مراتب.. وصنَّف النفس البشرية إلي تصنيفات عدة.
أما عن المدينة الفاضلة.. فبدأ الفارابي القول في احتياج الإنسان إلي الاجتماع والتعاون مع أخيه الإنسان.. كل واحد من الناس مفطور علي أنه محتاج في قوامه وفي أن يبلغ أفضل كمالاته إلي أشياء كثيرة لا يمكن أن يقوم بها كلها هو وحده بل يحتاج إلي قوم يقوم كل واحد منهم بشيء مما يحتاج إليه.. وكل واحد من كل واحد بهذا الحال؛ فلذلك لا يمكن أن يكون الإنسان ينال الكمال الذي لأجله جعلت له الفطرة الطبيعية إلا بالاجتماعات.
إذن.. الحياة تسبق الفرد عند الفارابي لذلك فكَّر في تلك المدينة الفاضلة.
ولكن ما صفات الرئيس عن الفارابي؟!.. يشبّه الفارابي رئيس مدينته الفاضلة بالنسبة لشعبه بالقلب للجسد.. هو الذي يضخ الدم في باقي أوصال البدن ويقول عنه إنه لابد أن يكون أكمل الأعضاء وأتمها ولابد أن يكون له صف يشبهونه في الكمال حتي لو كانوا أقل منه في هذه الصفة.
أما عن الصفات المؤهلة للرئيس فهي تنقسم إلي قسمين أولهما أن يكون بالفطرة والطبع معداً للرئاسة، والثاني بالهيئة والملكة الإرادية.. والفطرة عن الفارابي هي فطرة الخدمة وفيها ضائع يساعد بها لا يرأس.. رغم أنه رئيس المدينة الفاضلة ورئيس المعمورة من الأرض كلها ولا يمكن أن تصير هذه الحال إلا لمن اجتمعت فيه بالطبع اثنتا عشرة خصلة فُطر عليها- وهي أن يكون تام الأعضاء- جيد الفهم والتصور- جيد الحفظ لما يهمه ويسمعه ويراه حتي لا ينساه.. أن يكون جيد الفطنة ذكياً- حسن العبارة محبًّا للتعلم- غير شره علي المأكول أو المشروب أو المنكوح - محباً للصدق مبغضاً للكذب- كارها للظلم والجور، قوي العزيمة وصبوراً.
وتؤسس المدينة علي العدل بين أفراد الشعب ورفض كل ما هو محرم أو مكروه.
وقد غلب علي مدينة الفارابي الطابع الديني.. وتعد هذه المدينة من بدايات الفكر العولمي.
منقول
الكتاب موجود فى مكتبه همس
لمن يريد التحميل
اضغط
ابوصدام عدى
مع تحيات المدرسه الفلسفيه فى خدمة العلم والعلماء
السبت أبريل 23, 2016 12:15 pm من طرف ابوصدام عدى
» فرح حسن قرشى ابوعدوى
السبت أبريل 16, 2016 7:59 pm من طرف ابوصدام عدى
» الغاز الغاز....................وفوازير
الخميس أبريل 14, 2016 9:03 pm من طرف ابوصدام عدى
» اسئله اين................................. ,,,
الخميس أبريل 14, 2016 9:00 pm من طرف ابوصدام عدى
» اسئله اين.........................
الخميس أبريل 14, 2016 8:59 pm من طرف ابوصدام عدى
» اسئله ما هو ........................
الخميس أبريل 14, 2016 8:58 pm من طرف ابوصدام عدى
» اسئله ما هى ....................
الخميس أبريل 14, 2016 8:57 pm من طرف ابوصدام عدى
» اسءله كم مساحه الاتى
الخميس أبريل 14, 2016 8:56 pm من طرف ابوصدام عدى
» اكثر من 200 سؤالاً وجواباً منوعة-أسئلة مسابقات
الخميس أبريل 14, 2016 8:55 pm من طرف ابوصدام عدى